فصل: فصل في ذكر قراءات السورة كاملة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.فصل في ذكر قراءات السورة كاملة:

.قال ابن جني:

سورة الشعراء:
بسم الله الرحمن الرحيم.
قرأ عبد الله بن مسلم بن يسار وحماد بن سلمة: {قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا تَتَّقُون}، بالتاء.
قال أبو الفتح: هو عندنا على إضمار القول فيه، وإيضاحه: وإذ نادى ربك موسى أن ائت القوم الظالمين قوم فرعون فقل لهم: ألا تتقون؟ وقد كثر حذف القول عنهم، ومن ذلك قول الله تعالى: {وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلامٌ عَلَيْكُمْ}، أي: يقولون: سلام عليكم.
ومن ذلك قراءة الشعبي: {وَفَعَلْتَ فِعْلَتَكَ}، بكسر الفاء.
قال أبو الفتح: الفِعْلَة: كناية عن الحال التي تكون عليها، كالرِّكْبَة، والجِلْسة. والمِشْيَة، والإِكْلَة: فجرت مجرى قولك: وفعلت فعلك الذي فعلت؛ وذلك لأن الفعل قد تعاقب الفعل، كقولهم: نشدته نشدا، وكذلك {صِبْغَةَ اللَّه} 5، كقولك: صَبْغَ الله. ومثله من غير المصادر: هذا صَفْو الشيء وصِفْوَتُه، والبَرْكُ والبَرْكَة: الصدر، وله نظائر. ومن ذلك قراءة أبان بن تغلب: {خَطَايَانَا إنْ كُنَّا}، بالكسر.
قال أبو الفتح: هذا كلام يعتاده المستظهر الْمُدِلُّ بما عنده، ويقول الرجل لصاحبه: أنا أحفظ عليك إن كنت وافيا، ولا يضيعُ لكَ جميلٌ عندِي إن كنت شاكرًا، أي ابنِ هذا على هذا، فإن كنت تعلم أني شاكرٌ وافٍ فلن يضيع لك عندي جميل، أي: فكما تعلم أن هذا معروف من حالي فثق بوفائي وزكاء صنيعك عندي، ومثله بيت الكتاب:
أتغضبُ إنْ أُذْنَا قُتَيْبةَ حُزَّتَا ** جهارًا ولَمْ تغضْب لقَتْلِ ابنِ خازم

فشرط بذلك، وقد كان ووقع قبل ذلك.
ومثله ما أنشدَناه أبو علي:
فإنْ تَقْتُلُونا يوْمَ حرَّةِ وَاقِمٍ فَلَسْنا ** على الإسلامِ أَوَّلَ مَنْ قُتِلْ

وقد كان القتل من قبل وَقَعَ وعُلِمَ. وجاء به الطائي الكبير، فقال:
وَمَكارمًا عُتُقَ النِّجار تَلِيدَةً إنْ ** كانَ هَضْبُ عَمَايَتَيْن تَلِيدَا

أي: فكما أن هضب عمايتين تليد لا محالة فكذلك هذه المكارم تليدة.
ومن ذلك قراءة ابن أبي عمار: {حَادِرُونَ}، بالدال غير معجمة.
قال أبو الفتح: الحادر: القوي الشديد، ومنه الحادرة الشاعر، وهو كقولك: القوي، وحدر الرجل: إذا قوي جسمه وامتلأ لحما وشحما، وقالوا أيضا: حدر حدارة. قال الأعشى:
وَعَسِير أدماء حَادِرَة العيـ ** ـشِ خَنُوفٍ عَيْرَانَة شِمْلالِ

لم تعطف على حوار ولم يقـ ** ـطع عبيد عروقها من خمال

أي: قد امتلأت عينها نِقْيًا، فارتوت وحسنت، وقيل أيضا: امرأة حدراء ورجل أحدر. وقد حدرت عينه تحدر، وعليه قول الفرزذق:
وأنكرْتَ مِنْ حَدْراء ما كُنْتَ تَعْرِف

ومن ذلك قراءة الأعرج وعبيد بن عمير: {لَمُدَّرَكُون}، بالتشديد.
قال أبو الفتح: أدركتُ الرجل، وادَّرَكْتُهُ، وادَّرَكَ الشيءُ إذا تتابع ففني. وقال الحسن في قول الله تعالى: {بَلِ ادَّرَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ}، قال: جهلوا علم الآخرة، أي: لا علم عندهم في أمر الآخرة، معناه بل أسرع وخف، فلم يثبت، ولم تطمئن لليقين به قدم.
ومن ذلك قراءة عبد الله بن الحارث: {وَأَزْلَقْنَا}، بالقاف.
قال أبو الفتح: من قرأ: {وَأَزْلَفنَا} بالفاء فالآخرون موسى عليه السلام وأصحابه، ومن قرأها بالقاف فالآخرون فرعون وأصحابه، أي: أهلكنا ثَمَّ الآخَرين، أي: فرعون وأصحابه.
ومن ذلك قراءة قتادة: {هَلْ يُسْمِعُونَكُم}.
قال أبو الفتح: المفعول هنا محذوف، أي: هل يسمعونك إذ تدعون جوابا عن دعائكم؟ يقال: دعاني فأسمعته، أي: أسمعته جواب دعائه.
وأما قراءة الجماعة: {هَلْ يَسْمَعُونَكُم} فإن سمعت بابها أن تتعدى إلى ما كان صوتا مسموعا، كقولك: سمعت كلامك، وسمعت حديث القوم. فإن وقعت على جوهر تعدت إلى مفعولين، ولا يكون الثاني منهما إلا صوتا، كقولك: سمعت زيدا يقرأ، وسمعت محمدا يتحدث. ولا يجوز سمعت زيدا يقوم؛ لأن القيام ليس من المسموعات.
فأما قوله تعالى: {هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُون} فإنه على حذف المضاف، وتقديره: هل يسمعون دعاءكم؟ ودل عليه قوله: {إِذْ تَدْعُون}، ويقول القائل لصاحبه: هل تسمع حديث أحد؟ فيقول مجيبا له: نعم أسمع زيدا، أي: حديث زيد. ودل قوله حديث أحد عليه، فإن لم تدل عليه دلالة لم يجز الاقتصار على المفعول الواحد. لو قلت سمعت الطائر لم يجز؛ لأنه لا يعلم أسمعت جرس طيرانه أو سمعت صياحه على اختلاف أنواع الصياح؟ فهذا مثال يقتاس عليه، ويردُّ نحوُهُ- إذا أشكل- إليه.
ومن ذلك قراءة قتادة: {لَعَلَّكُمْ تُخْلَدُونَ}.
قال أبو الفتح: خَلَد الشيءُ، أي: بقي، وأخلدته وخلَّدته، وأخلدت إلى كذا: أي أقمت عليه ولزمته، والخلود لا يكون في الدنيا، وقال قوم: أُخْلِدَ الرجلُ: إذا أبطأ عنه الشيب. وقد يقال في هذا أيضا: أَخْلَدَ، والخُلْدُ: الفأرة العمياء، ويقال: الخلد: السوار، ويقال: القرط. ودار الخلود، يعني الجنة، وقال أحمد بن يحيى: الخلد: داخل القلب، وقول امرئ القيس:
وَهَلْ يَنْعَمًا إلا سَعِيدٌ مُخَلَّدُ؟
يعني به من يلبس الخلد: السوار أو القرط، أي: الصبي أو الصبية، يدل عليه قوله:
قَلِيلُ الهمُومِ ما يَبِيتُ بِأَوْجَالِ

وقد مر به شاعرنا فقال:
تَصْفُو الحياةُ لِجَاهِلٍ أوْ غَافِلٍ ** عَمّا مَضَى منها وَما يُتَوَقَّعُ

وقال رؤبة في معناه:
وقَدْ أَرَى واسِعَ جَيْبِ الْكُمِّ ** أَسْفَرُ مِنْ عَمامَةِ الْمُعْتَمِّ

عنْ قَصَب أسْحَمَ مُدْلَهِمّ ** رِيقي وَدِرْيَاقِي شِفاء السُّمّ

ومن ذلك قراءة ابن مسعود والضحاك وطلحة وابن السميفع ويعقوب وسعيد بن أبي سعيد الأنصاري: {وِأَتْبَاعُكَ}.
قال أبو الفتح: تحتمل هذه القراءة ضربين من القول مختلفي الطريق، إلا أنهما متفقا المعنى.
أحدهما أن يكون أراد: أنؤمن لك وإنما أتباعك الأرذلون؟ فأتباعك مرفوع بالابتداء، والأرذلون خبر.
والآخران يكون {وأتباعك} معطوفا على الضمير في {نؤمن}، أي: أنؤمنُ لك نحن وأتباعك الأرذلون؟ فالأرذلون إذًا وصف للأتباع، وجاز العطف على الضمير المرفوع المتصل من غير توكيد؛ لما وقع هناك من الفصل. وهو قوله: {لك}، فصار طول الكلام به كالعوض من توكيد الضمير بقوله: نحن وإذا جاز قوله: {ما أشْرَكْنا ولا آباؤنا} كان الأول من طريق الإعراب أمثل؛ وذلك أن العوض ينبغي أن يكون في شق المعوض منه، وأن يكون قبل حرف العطف، وهذه صورة قوله: {لك}، وأما لا من قوله تعالى: {وَلا آبَاؤُنَا} فإنها حرف العطف، فهي في شق المعطوف نفسه، لا في شق المعطوف عليه. والجامع بينهما طول الكلام بكل واحد منهما، والمعنى من بعد: أنؤمن لك نحن وأتباعك الأرذلون فنعدُّ في عدادهم؟ وهذا هو معنى القول الآخر: أنؤمن لك وإنما أتباعك الأرذلون فنساويهم في أن نكون مرذولين مثلهم؟.
ومن ذلك قراءة الحسن وأبي حَصِين: {الْجُبُلَّةَ الْأَوَّلِين}، بالضم.
قال أبو الفتح: قد تقدم القول على ذلك مشروحا.
ومن ذلك قراءة الحسن: {الأعْجَمِيِّين}، منسوب إلى العجم.
قال أبو الفتح: هذه قراءة عذر في القراءة المجتمع عليها، وتفسير للغرض فيها، وهي قوله: {على بعض الأعَجَمِين}؛ وذلك أن ما كان من الصفات على أفعل، وأنثاه فعلاء- لا يجمع بالواو والنون، ولا مؤنثه بالألف والتاء. ألا تراك لا تقول: في أحمر: أحمرون، ولا في حمراء: حمراوات؟ فكان قياسه ألا يجوز فيه الأعجمون، لأن مؤنثه عجماء، ولكن سببه أنه يريد: الأعجميون، ثم حذفت ياء النسب وجعل جمعه بالواو والنون دليلا عليها وأمارة لإدارتها، كما جعلت صحة الواو في عَوَاوِر أمرة لإرادة الياء في عَوَاوِير وكما جعل قلب تاء افتعل طاء في قوله:
مَالَ إلَى أَرْطَاة حِقْف فَالْطَجَعْ

دلالة على أن اللام في الطجع بدل من ضاد اضطجع لولا ذلك لقيل: التجع، كما قالوا: التحم، والْتَجَأ إلى كذا.
وقياس قوله: {الأعجمين} لإرادة ياء الإضافة في الأعجميِّين أن يقال: في مؤنثه مررت بنسوة عمجاوات؛ فيجمع بالتاء لأنه في معنى عجماويّات، ونظير ذلك الهُبَيْرُون؛ لأنه يريد الهُبَيْرِيُّون في النسب إلى هُبَيْرَة.
ومن ذلك قراءة الحسن: {فَتَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً}، بالتاء.
قال أبو الفتح: الفاعل المضمر الساعة، أي فتأتيهم الساعة {بغتة}، فأضمرها لدلالة العذاب الواقع فيها عليها، ولكثرة ما تردد في القرآن من ذكر إتيانها.
ومن ذلك قراءة أيضا: {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطُونُ}.
قال أبو الفتح: هذا مما يعرض مثله الفصيح، لتداخل الجمعين عليه، وتشابههما عنده، ونحو منه قولهم: مَسِيل، فيمن أخذه من السيل، وعليه المعنى. ثم قالوا فيه: مُسْلان وأَمْسِلَة. ومَعِينٌ، وأقوى المعنى فيه أن يكون من العيون، ثم قالوا: سالت مُعْنَانُهُ.
فإن قلت: فقد حكى يعقوب وغيره في واحده: مَسَل ومَسْل، وقيل: يشبه أن يكون ذلك لقولهم: مُسْلان. فلما سمعوا مُسْلانًا جاءوا بواحده على فَعْل، كبَطْن وبُطْنان، وظَهْر وظُهْرَان. وعلى فَعَل، كحَمَل وحُمْلان، وأَخ وأُخْوَان، فيمن ضم. كما قال أبو بكر: إن من قال ضَفَنَ يَضْفِن فإنما حمله على ذلك الشبهةُ عليهم في قولهم: ضَيْفَن، إذ كان ضَيْفَن ظاهر لفظه بأن يكون فَيْعَلا لا فَعْلَنًا، وعلى كل حال فالشياطون غلط. لكن يشبهه، كما أن من همز مصائب كذلك عنهم. اهـ.

.قال الدمياطى:

سورة الشعراء مكية إلا أربع آيات من الشعراء. إلى آخرها وآيها مائتان وعشرون وست بصري ومكي ومدني أخير وسبع كوفي وشامي ومدني أول خلالها أربع طسم كوفي وترك فلسوف تعلمون أينما كنتم تعبدون تركها بصري الشياطين تركها مكي ومدني أخير مشبه الفاصلة موضع وليدا وعكسه موضعان معنا بني إسرائيل من عمرك سنين القراآت أمال طاء طسم أبو بكر وحمزة والكسائي وخلف وفتحها الباقون وسكت أبو جعفر على ط وس وم وأظهر السين منها عند الميم حمزة والباقون بالإدغام وتقدم إبدال الهمزة الساكنة ألفا من إن نشأ للأصبهاني وأبي جعفر كوقف حمزة وهشام كإبدال الثانية ياء من السماء آية لنافع وابن كثير وأبي عمرو وأبي جعفر ورويس.
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب {ننزل} [الآية 4] بسكون النون مع تخفيف الزاي ويوقف لحمزة وهشام بخلفه على أنبئوني ما كانوا على رسمه بواو وألف في الكوفي والبصري باثني عشر وجها ذكرت في نظيره بأول الأنعام فتح ياء إني أخاف معا نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وأثبت الياء في يكذبون في الحالين يعقوب وكذا في يقتلون.
واختلف في ويضيق صدري ولا ينطلق فيعقوب بنصب القاف منهما عطفا على يكذبون والباقون بالرفع على الاستئناف وسهل أبو جعفر همز إسرائل مع المد والقصر واختلف في مدها عن الأزرق ويوقف عليها لحمزة بتحقيق الأولى من غير سكت على بني وبالسكت وبالنقل وبالإدغام وأما التسهيل فضعيف وفي الثانية مع المد والقصر فهى ثمانية أوجه وأدغم ثاء لبثت أبو عمرو وهشام وابن ذكوان وحمزة والكسائي وأبو جعفر وذكر الخلف هنا لابن ذكوان في الأصل سبق قلم أو اشتباه بأورثتموها وعن المطوعي لما خفتكم بكسر الام وتخفيف الميم أي لخوفي منكم وعن ابن محيصن {أن كنتم موقنين} بفتح الهمزة وأظهر ذال اتخذت ابن كثير وحفص ورويس بخلفه.